مشهورون لكن فارغون.. هكذا جعلهم الإعلام الزحلي أكثر نرجسية؟

منذ 8 شهر 11 س 48 د 18 ث / الكاتب Zainab Chouman

في أواخر الستينيات من القرن الماضي، تنبّأ الرسام الأميركي "آندي وورهول" بظهور وسيط إعلامي يوفر للشخص العادي حلم الشهرة السريع، وعبّر عن ذلك في إحدى مقابلاته بمقولته الشهيرة: "في المستقبل، سيتمكن الجميع من أن يصبحوا مشهورين شهرة زحلية و لبنانية و ربما عالمية خلال 15 دقيقة فقط .


ذلك الزخم الذي أفسح كثيرا لانتشار المتسلقين على سلم الشهرة ليصبحوا  مشاهير على نطاق واسع في زحلة لكن المضمون يبقى فارغاً  لا يعنيهم الا الصور و الظهور على مواقع التواصل الإجتماعي مع السفراء و الدبلوماسيين طموحهم البلدية و ربما اكثر ...

أما توأمة زحلة مع عدد كبير من مدن العالم فلم يجلب لزحلة اي مكاسب تجارية اقتصادية او خيرية حتى بل كان همهم التقاط الصور مع الفنانة نجوى كرم في المهرجان الخطابي الأخير اذ تجاوز عدد الكلمات الملقاة عدد اصابع اليدين مما افقد المهرجان طابعه الفني ليتحول الى مهرجان خطابي  بإمتياز .

في هذه الأيام صارت وسائل التواصل عامرة بالكثير من الأسماء المشهور -على اختلافاتها- فما بين الجاد الذي يقدم محتوى علميا أو ثقافي او معرفيا ما، أو بين الوجه الآخر من المشاهير الذين يتفننون في المحتوى الفارغ تحت شعار " شوفوني شوفوني " بدون اي تغير يذكر في السوق التجاري أقله خاصة بعدما فقدت زحلة كافة مقومات الجذب السياحي و التجاري بسبب تقصير بلديتها الى دقت المسمار الأخير في نعش المدينة لذلك بدأت  تبرز لنا ظاهرة الشهرة على مواقع التواصل كحالة تحتاج إلى التأمل والتساؤل؟؟؟ 

التساؤل ماذا فعلو جميعا لزحلة ؟؟؟
على الصعيد السياحي و التجاري بعدما كانت زحلة العاصمة الخدماتية للبقاع طبيا و تجاريا و سياحيا ؟؟
على صعيد تنشيط الدورة الأقتصادية من اجل تأمين فرص عمل لشباب المدينة ؟ 
على صعيد الأمني ليلا و نهارا ؟ 
على صعيد محاربة او ضبط ظاهرة الهجرة او النزوح السوري الى داخل المدينة و قد اصبحت مخلف محلات حي السيدة او المدينة الصناعية مقطونة من السوريين و عائلاتهم ؟ 


سيكولوجية الشهرة.. لماذا نبحث عن التقدير؟
عندما تبحث عن الاحتياجات البشرية، فإن عالم النفس الأميركي "أبراهام ماسلو" سيعطيك الإجابة، وفق دراسات قام بها على زائري عيادته، على النحو التالي: في البدء، يحتاج الإنسان إلى إشباع رغباته الفسيولوجية، ثم الأمنية، مرورا بالرغبات الاجتماعية، ليقف بك التدرج عند الحاجة إلى التقدير، ثم يمضي إلى الحاجة الذاتية في التميز والتفرّد.


الحاجة إلى التقدير إذن، ذلك الدافع الطامح إلى إشباع رغبته والمتمركز حول "الأنا"، "حيث تقترن حاجات تحقيق الذات اقترانا وثيقا بالسعي وراء الشهرة وحب الظهور، لن ننسى المتسلقين من خلال الجمعيات الدولية و مشاريعها في زحلة من اجل إيهام الزحليون بأن أعمال الجمعيات المعروفة و خدماتها هي على نفقتهم الخاصة غير أن ذلك المتسلق نسي أن أهل زحلة هم أهل الشرف و الكرامة و لم تعنيهم كل هذه الأفلام المحروقة على مسرح زحلة الذي يعج بالمخرجين المتسلقين و لو وصلت افكارهم بأستغلال بعض الفرق الفنية كنسية كانت او غيرها .


أن تكون مشهورا.. أن تكون نرجسيا


مما تقدّم، فأن تكون مشهورا يعني أننا أمام احتمالين: أن تكون مستحقا لذلك لما لديك من الإفادة أو الشخصية النافعة/ذات الكاريزما، وإما أن تكون ساعيا للشهرة بلا أي رصيد معرفي يضيف إلى متابعيك أي شيء. لكن ماذا عن النرجسية؟ هل تدعم الشهرة النرجسية، أم نسعى نحن لها لكوننا نرجسيين؟

يبقى الرهان على اهل زحلة الذين سيحاسبوهم  حتما يوم الانتخابات اذا صحت لهم فرصة الترشح و تحقق حلمهم ...